قصة رائعة!!
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصة رائعة!!
للأحباب أغني... أغنية الأمجاد
أغنية وفاء للشيخ محمد
كنت أبحث في علية البيت بين ركام الماضي، مما لم يعد صالحا ومما نحتفظ به من الأشياء القديمة دون أن ندري لماذا، وقد يحدث أن تعثر في هذا البزار العجيب على كنوز مخفية، أو عن ذكريات معتقة...
نفضت الغبار عن أحد الصناديق وقاومت السحابة الغبارية وفتحته لأجد فيه عشرات الأشرطة القديمة التي لم تعد تستعمل مذ غزت البيت الأجهزة الرقمية...
أخذت أقلبها وأتذكر ما تحويه وأقرأ ما كتب على أغلفتها في سرور... وإذ بعيني تقع على شريط مميز...
مهرولة بحثت عن الراديو القديم، شغلت الشريط المتقادم وتسمرت مكاني حين جاءني صوت حنون:
للأحباب أغني أغنية الأمجاد.... للأحباب أغني أبطالا أفذاذ
لم تمهلني الدموع التي تسللت من أطراف عيني دون أن ألحظها، فقد أعادني هذا اللحن الملائكي سنوات إلى الوراء...
اعتادت أن تذهب إلى روضة الأطفال بمفردها رغم أنها لم تكن تجاوزت الخامسة من عمرها، كانت تحضر الصف بمثابة مستمعة، فالكل كان يكبرها هنا...
تقطع لبلوغها الروضة حيهم الرابض في أقاصي المدينة عرضا، رسمت لنفسها مسارا تتبعه دائما، وتسلي نفسها بترديد أناشيدها المفضلة، أو تستظهر ما تحفظه من قرآن كما علمتها أمها...
كل يوم تسلك ذات الطريق، تمر فيه أمام أحد البيوت التي لازالت في طور البناء لتجد رجلا كبير السن، جالسا أمام الباب في كرسيه الهزاز...
أمتعها هذا المنظر دوما، وتكرر حتى صار عندها إلفا مألوفا، بل إن العجوز اعتاد هو الآخر على مرورها وصار يبتسم إذا رآها...
في إحدى المرات، قام الرجل من كرسيه، تقدم نحوها مبتسما، وآلاء الفرح ترتسم على وجهه:
- تأخرت اليوم
استرقت ابتسامة خجلى ولم تزد...
- ما اسمك أيتها الغزالة الصغيرة؟
- أنا خولة... وأنت ياسيدي شنو سميتك؟
ضحك ملء شدقيه وأجابها:
- أنا اسمي محمد، لكن ناديني باسيدي ، هل تحبين الحلوى؟
نظرت إليه نظرة استغراب، كيف لمن في مثل سنها ألا يحب الحلوى؟؟
استخرج الشيخ قطعة سكاكر من جيبه ومدها إليها:
- خذي وسأعطيك مثلها كل يوم، على شرط أن تغني لي كل يوم نشيدا جميلا عندما تمرين، اتفقنا؟
أجالت بصرها في ما حولها، فكرت في صمت، تلعثمت وفي النهاية قالت:
- سأسأل أمي أولا...
- طبعا يا خولة، أنا موافق، مع السلامة
ودعته في عجلة وانطلقت...
حين بدا لها البيت من بعيد في اليوم الموالي، كان الرجل واقفا ينظر إلى ساعته، تقدمت في ثبات، تشع عيناها بريق رضا وثقة:
- السلام عليكم باسيدي
- أهلا خولتي الجميلة، ها أخبريني، هل سأسمع نشيدا اليوم؟
- نعم، لقد وافقت أمي...
أخرج قطعة السكاكر ومدها إليها
- لكني لن آخذ الحلوى، كهذا قالت أمي.
نظر إليها مليا، لم تتزحزح، ولم تغير رأيها ... بدت واثقة
- إذا ماذا ستسمعينني اليوم، مدرستي الحلوة؟
- لا...
- إذا مدرستي ما أحلاها
- لا...
- إذا فهو ماما زمانها جاية
- أيضا لا، أحفظ نشيدا أجمل منها جميعا:
للأحباب أغني أغنية الأمجاد
للأحباب أغني ابطالا أفذاذ
من هناك أتيت إليكم
أحمل بين ضلوعي إليكم
أشواقا تزداد أشواقا تزداد
من عبق اليرموك ومؤتة
من أحفاد صلاح الدين
من جيل قد عشق الموت
ليطهر ترب فلسطين...
كانت تغني وأحداق الشيخ تتسع، سكن في مكانه ولم يتزحزح ... لم تطرف عينه ... بل تدحرجت على مهل دمعة خانته...
كانت خولة ترقبها في مسراها على خده المتجعد في رهبة، فتوقفت وحارت بين أن تصمت أو تكمل نشيدها، كان باسيدي جالسا أمامها في خشوع، في حضرة براءة طفلة صغيرة
- هل تعرفين فلسطين؟
بمشقة الأنفس استطاع أن يتفوه بهذه الكليمات
أشعت الثقة من عينيها السوداوتين...
- طبعا أعرفها، ومن لا يعرفها يا باسيدي؟ ففيها القدس، والمسجد الأقصى... ذاك الذي منه كان المعراج
- وماذا تعرفين عنها الآن؟
تغيمت سماء وجهها الغض، وارتسمت عليها ملامح الغضب وجاء جوابها قطعا من جمل تقطر حرقة:
- لقد احتلها اليهود.. انهم يسرقون تلك الأرض ويقتلون أهلها المسلمين... لعنة الله عليهم... لابد أن ننتصر... ستعود
ومر العام، واكتمل بناء الدار، مر العام و في كل يوم نشيد، ونقاش جميل، أو قصة يرويها العجوز عن أبطال الإسلام... ووجبة فاكهة يقتسمانها...
وكانت اللوحة جميلة جدا، عجوز وطفلة يتشاركان هم أمة، وأغنية للأحباب...
عجوز يحاور طفلة بعقلها الصغير، ويرسمان معا آمال نصر... وأحلام الأمجاد...
واختفى العجوز بعدها...
كان الشريط لازال يدندن في صوت متقطع، أفقت من غفوتي، ارتديت ثيابي وخرجت...
كنت أسلم على صاحب هذا القبر أمامي أقرأ آيا من القرآن، وأنشدها كما فعلت أول مرة:
للأحباب أغني أغنية الأمجاد...........للأحباب أغني أبطالا أفذاذ
وقلبي يردد: باسيدي، لعلك أحد هؤلاء الأبطال خولة عياش
أغنية وفاء للشيخ محمد
كنت أبحث في علية البيت بين ركام الماضي، مما لم يعد صالحا ومما نحتفظ به من الأشياء القديمة دون أن ندري لماذا، وقد يحدث أن تعثر في هذا البزار العجيب على كنوز مخفية، أو عن ذكريات معتقة...
نفضت الغبار عن أحد الصناديق وقاومت السحابة الغبارية وفتحته لأجد فيه عشرات الأشرطة القديمة التي لم تعد تستعمل مذ غزت البيت الأجهزة الرقمية...
أخذت أقلبها وأتذكر ما تحويه وأقرأ ما كتب على أغلفتها في سرور... وإذ بعيني تقع على شريط مميز...
مهرولة بحثت عن الراديو القديم، شغلت الشريط المتقادم وتسمرت مكاني حين جاءني صوت حنون:
للأحباب أغني أغنية الأمجاد.... للأحباب أغني أبطالا أفذاذ
لم تمهلني الدموع التي تسللت من أطراف عيني دون أن ألحظها، فقد أعادني هذا اللحن الملائكي سنوات إلى الوراء...
اعتادت أن تذهب إلى روضة الأطفال بمفردها رغم أنها لم تكن تجاوزت الخامسة من عمرها، كانت تحضر الصف بمثابة مستمعة، فالكل كان يكبرها هنا...
تقطع لبلوغها الروضة حيهم الرابض في أقاصي المدينة عرضا، رسمت لنفسها مسارا تتبعه دائما، وتسلي نفسها بترديد أناشيدها المفضلة، أو تستظهر ما تحفظه من قرآن كما علمتها أمها...
كل يوم تسلك ذات الطريق، تمر فيه أمام أحد البيوت التي لازالت في طور البناء لتجد رجلا كبير السن، جالسا أمام الباب في كرسيه الهزاز...
أمتعها هذا المنظر دوما، وتكرر حتى صار عندها إلفا مألوفا، بل إن العجوز اعتاد هو الآخر على مرورها وصار يبتسم إذا رآها...
في إحدى المرات، قام الرجل من كرسيه، تقدم نحوها مبتسما، وآلاء الفرح ترتسم على وجهه:
- تأخرت اليوم
استرقت ابتسامة خجلى ولم تزد...
- ما اسمك أيتها الغزالة الصغيرة؟
- أنا خولة... وأنت ياسيدي شنو سميتك؟
ضحك ملء شدقيه وأجابها:
- أنا اسمي محمد، لكن ناديني باسيدي ، هل تحبين الحلوى؟
نظرت إليه نظرة استغراب، كيف لمن في مثل سنها ألا يحب الحلوى؟؟
استخرج الشيخ قطعة سكاكر من جيبه ومدها إليها:
- خذي وسأعطيك مثلها كل يوم، على شرط أن تغني لي كل يوم نشيدا جميلا عندما تمرين، اتفقنا؟
أجالت بصرها في ما حولها، فكرت في صمت، تلعثمت وفي النهاية قالت:
- سأسأل أمي أولا...
- طبعا يا خولة، أنا موافق، مع السلامة
ودعته في عجلة وانطلقت...
حين بدا لها البيت من بعيد في اليوم الموالي، كان الرجل واقفا ينظر إلى ساعته، تقدمت في ثبات، تشع عيناها بريق رضا وثقة:
- السلام عليكم باسيدي
- أهلا خولتي الجميلة، ها أخبريني، هل سأسمع نشيدا اليوم؟
- نعم، لقد وافقت أمي...
أخرج قطعة السكاكر ومدها إليها
- لكني لن آخذ الحلوى، كهذا قالت أمي.
نظر إليها مليا، لم تتزحزح، ولم تغير رأيها ... بدت واثقة
- إذا ماذا ستسمعينني اليوم، مدرستي الحلوة؟
- لا...
- إذا مدرستي ما أحلاها
- لا...
- إذا فهو ماما زمانها جاية
- أيضا لا، أحفظ نشيدا أجمل منها جميعا:
للأحباب أغني أغنية الأمجاد
للأحباب أغني ابطالا أفذاذ
من هناك أتيت إليكم
أحمل بين ضلوعي إليكم
أشواقا تزداد أشواقا تزداد
من عبق اليرموك ومؤتة
من أحفاد صلاح الدين
من جيل قد عشق الموت
ليطهر ترب فلسطين...
كانت تغني وأحداق الشيخ تتسع، سكن في مكانه ولم يتزحزح ... لم تطرف عينه ... بل تدحرجت على مهل دمعة خانته...
كانت خولة ترقبها في مسراها على خده المتجعد في رهبة، فتوقفت وحارت بين أن تصمت أو تكمل نشيدها، كان باسيدي جالسا أمامها في خشوع، في حضرة براءة طفلة صغيرة
- هل تعرفين فلسطين؟
بمشقة الأنفس استطاع أن يتفوه بهذه الكليمات
أشعت الثقة من عينيها السوداوتين...
- طبعا أعرفها، ومن لا يعرفها يا باسيدي؟ ففيها القدس، والمسجد الأقصى... ذاك الذي منه كان المعراج
- وماذا تعرفين عنها الآن؟
تغيمت سماء وجهها الغض، وارتسمت عليها ملامح الغضب وجاء جوابها قطعا من جمل تقطر حرقة:
- لقد احتلها اليهود.. انهم يسرقون تلك الأرض ويقتلون أهلها المسلمين... لعنة الله عليهم... لابد أن ننتصر... ستعود
ومر العام، واكتمل بناء الدار، مر العام و في كل يوم نشيد، ونقاش جميل، أو قصة يرويها العجوز عن أبطال الإسلام... ووجبة فاكهة يقتسمانها...
وكانت اللوحة جميلة جدا، عجوز وطفلة يتشاركان هم أمة، وأغنية للأحباب...
عجوز يحاور طفلة بعقلها الصغير، ويرسمان معا آمال نصر... وأحلام الأمجاد...
واختفى العجوز بعدها...
كان الشريط لازال يدندن في صوت متقطع، أفقت من غفوتي، ارتديت ثيابي وخرجت...
كنت أسلم على صاحب هذا القبر أمامي أقرأ آيا من القرآن، وأنشدها كما فعلت أول مرة:
للأحباب أغني أغنية الأمجاد...........للأحباب أغني أبطالا أفذاذ
وقلبي يردد: باسيدي، لعلك أحد هؤلاء الأبطال خولة عياش
رد: قصة رائعة!!
يسلمووووووووووو كتييييييير اصووول على الموضوع روووووووعه كتير حلو
وقصه حلوة كتير
وقصه حلوة كتير
دمعة حب- زهرة جديدة
- عدد الرسائل : 10
العمر : 29
المزاج : رايقه واحيانا هيك وهيك
الاعلام :
المزاج :
تاريخ التسجيل : 08/05/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى